ماذا تعمل الشركات في زمن كورونا؟
تشير التقارير الى توقف كثير من قطاعات الأعمال بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز بأن شركات كبرى، أمثال: "ديزني" و "آبل" و "نايكي" و "هيونداي" و "ماكدونالدز" قد تأثرت كثيرا بسبب تفشي فيروس كورونا.
فإذا كان هذا قد حصل لهذه الشركات العملاقة والكبيرة فما هو المشهد بالنسبة لغيرها من الشركات؟ وما الواجب على هذه الشركات أن تفعله في زمن #كورونا.
هل ستنتهي أزمة كورونا قريبا؟
لا يبدو واضحا بأن أزمة كورونا ستنتهي قريبا، حيث ما زالت الاصابات تزداد كل يوم وبشكل مخيف جدا ومفزع، فبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الاصابات بفيروس كورونا تزاد يوميا، بحسب التالي،
100 الف اصابة الاولى حصلت في فترة 67 يوما
100 الف اصابة الثانية حصلت في فترة 11 يوما
100 الف اصابة الثالثة حصلت في فترة 4 أيام
100 الف إصابة الرابعة حصلت في فترة 2 يومين.
صحيح، أن الدول تعمل بشكل جدي من أجل منع الانتشار الواسع لفيروس كورونا، إلا أن التقارير الإخبارية بحسب كثير من القنوات الكبيرة كقناة الجزيرة، تشير إلى أن أقرب فرصة لايجاد مصل ولقاح لهذا الفيروس سيكون في شهر 9 على ما يبدو، فمن هذه المؤشرات فإن الواجب على الشركات في زمن كورونا للقيام به يبدو كبير جدا.
فيوجد خوف لدى الموظفين، ويوجد قلق لدى الشركات وقطاعات الأعمال، وهنا سنطرح الموضوع بكل شفافية ونناقشه من جهتين، الجهة الاولى: احتياج الموظفين في زمن كورونا والخوف من الحجر الالزامي، والجهة الثانية: قلق الشركات من طول فترة انقطاع العمل وحدوث الخسارة. وسنضيف الى ذلك جهة ثالثة هي دور الدول.
الجهة الأولى: احتياج الموظفين في زمن كورونا:
الموظف في القطاعات الخاصة وفي الشركات العاملة يحتاج الى الراتب والى المعاش الذي يعينه على مواصلة الحياة بسلام، ولكي لا يتضرر الضرر الأكبر بسبب ما يترجح من طول فترة الحجر الصحي للموظفين، وبالتالي ينظر كثير من الناس بأن الواجب على الشركات في زمن كورونا هو العمل من أجل توفير الاحتياجات اللازمة لهم لو طال الحجر الصحي الالزامي من الدول. لا سيما مع انقطاع العمل واضطراب الوضع بسبب فيروس كورونا، وهذا يجعل الموظفين في القطاعات الخاصة يفكرون بأن الواجب على الشركات في زمن كورونا عدم مراعات تحقيق أرباح، وينظرون إلى أن أعظم ربح للشركة هو في المحافظة على الموظفين وعلى حياتهم المعيشية، ولذلك يقول البعض ماذا يضر الشركات لو خسرت هذا العام؟ وماذا يضيرها لو حققت أرباحا ضئيلة او منعدمة.
الجهة الثانية: الشركات وقطاعات الأعمال:
تنظر هذه الجهات الى أن تضررهم بسبب كورونا كبير جدا بسبب توقف الايرادات وانقطاع الانتاج وتوقفه في بعض الشركات كشركات الطيران والسياحة والفندقة وغيرها، وهذا يسبب لهم خسارة كبيرة في حد ذاتها،
وتوجد بعض الشركات لن تتضرر بشكل كبير جدا بسبب كورونا وبعض الشركات ربما تزدهر بسبب هذا الوباء وهذا الفيروس.
ولهذا فإن الشركات المتضررة لا تنظر الى رواتب واحتياجات الموظفين فقط، بل هي تنظر الى وجود خسارة كبيرة تحلقها بسبب كورونا. لذلك تسعى الى منح الموظفين إجازات بدون راتب، وهذا إن تم سيضيف الى جانب خوف الناس من كورونا خوفا كبيرا وهلعا واسعا، بسبب انقطاع الرواتب وانعدام سبل الحياة.
وبالتالي يرى الكثير بأن على الشركات في زمن كورونا أن تتخذ سياسات وسط بين احتياج الموظفين، وتحقيق الشركات للخسارة، ومن تلك السياسات المقترحة على الشركات في زمن كورونا:
1. تقليص ساعات الموظفين ودوامهم الى الثلثين.
2. منح الموظفين اجازاتهم السنوية مقدما.
3. تخفيض رواتب الموظفين وخصم مقابل التنقل. في حال طالت فترة الحجر الصحي الالزامي.
الجهة الثالثة: الدول:
على الدول واجب كبير تجاه راعاياها لا سيما في زمن كورونا، الى جانب سعيها للقضاء على هذا الفيروس الخبيث والخطير، فإلى جانب سعي الدولة الى فرض الحجر الصحي وحالة الطورئ ومنع التجوال من اجل تحقيق عدم انتشار لهذا الفيروس، فإن عليها أن تعمل على توفير احتياجات الناس بالذات الاحتياجات الضرورية لهم، ويجب عليها أن تعمل على مساعدة القطاعات الخاصة، واذا كان هذا الأمر متيسر للدول الغنية والمتقدمة، فماذاعلى الدول الفقيرة والنامية،
يقترح البعض بأن على الدول ان تنتهج سياسات واضحة تجاه الشركات الى جانب فرضها لحالة الحجر الصحي، من ذلك:
1. أن تلزم الدولة جميع القطاعات الخاصة بصرف الرواتب ولو في حدها الأقصى.
2. أن تراقب القطاعات الخاصة في تكفلها بصرف رواتب الموظفين.
3. أن تقدم تسهيلات لكافة شركات القطاعات الخاصة، من ناحية خفض كافة الرسوف والفوائد الربوية والضرائب وغيرها.
4. أن تعمل على تطبيق قانون الطورئ على الشركات وتلزم شركات التصنيع وشركات الانتاج بتوفير كل سبل الوقاية والحماية من فيروس كورونا.
هذه بعض المقترحات التي يأمل الناس أن يراها في زمن كورونا وهذه بعض الاشارات حول الواجب على الشركات في زمن كورونا،
نسأل الله العلي العظيم أن يقينا شر هذا الوباء وأن يحفظنا وأهلنا من كل سوء