رحل ميسي عن برشلونة فهل ستتعلم الشركات؟
رحل ميسي عن برشلونة فهل ستتعلم
الشركات؟
ميسي هو موظف جديد ليس لديه خبرة سابقة
،
لذا تُرِك للعب عفوا للعمل مع فئة
الموظفين الجدد .
لكنه بدأ من أول وهلة موظفا (لاعبا)
مختلفا ...
سريع التعلم ، دقيق في التنفيذ ، و في
نفس الوقت له إيقاعه الخاص في التنفيذ ! .
كانت شركة برشلونة موفقة بقيادة
ناجحة دائمة النزول الى أدنى المستويات
لتبحث عن الدماء الجديدة..
(و ليس كبعض الشركات تترك المبدع سنين لتكتشف قدراته بعد أن يكون قد دب فيه الإحباط و
اندثر إبداعه !).
لم يمض إلا قليل من الوقت حتى اكتشف ميسي ...
نعم،، فقد كان مدهشا متميزا و كأنه خلق
لهذه الوظيفة !!
سعت تلك القيادة الى زيادة الرعاية
بذاك الموظف ماديا و معنويا
و كانت ترافق تلك الرعاية مع زيادة في
التدريب و التأهيل، و تحميله مسؤليات أكبر من غيره؛ لذا كان للشركة فضل في سرعة
تنمية قدراته، و كان لميسي فضل في سرعة ترجمة تلك القدرات الى تحقيق الأهداف و
النمو بالشركة عموما ،
لقد أثبت ميسي أنه ثورة في مجاله ....
ميسي هذا كان مختلفا عن كثير من
المبدعين، فهو لا يكتفي بتحقيق الإنتصارات وحده (تسجيل الأهداف ) بل كان مساندا
لكل فريق عمله ،مما بدل مشاعر الحسد التي عادة ما يواجهها رفقاء كثير من
المبدعين إلى مشاعر الحب و المؤازرة ....
مضت الأيام و الشركة تنموا بفضل هذا
المبدع و تحقق المراكز العليا، و تتدفق الإيرادات كالسيل !! ...
لكن كان هناك خطأ صغير يحدث في هذه
الشركة لا يظهر بسبب تتابع النجاحات ...
قيادة الشركة مع فريق العمل لم ينتبهوا
لذلك الخطأ الصغير الذي سيصبح فيما بعد كارثة ! .
بدأت كلفة الاحتفاظ بميسي ترتفع بشكل كبير ..
فكل المنافسين يبحثون عن استقطاب ميسي
و يقدمون العروض المغرية ..
بعض الشركات تفضل حرق الزمن من خلال دفع أضعافا مضاعفة لأي مبدع
، كي توفر الجهد و الوقت الذي تحتاجه لتأهيل كادر وظيفي يستطيع منافسة الشركات
الأخرى .
لكن برشلونة استمر في رفع ما يدفعه
لميسي للحفاظ عليه ..
و لأن
هذه الحياة ليست خطا مستقيما وليست نجاحا دائما أو فشلا دائما !!.
جاءت السنين القاحلة و حصلت المشكلة العامة و
تباطأ الاقتصاد بسبب كورونا !! .
هنا بدات الشركة بالاستسلام !!!
فلم تعد قادرة على الدفع .....
فقررت التنازل عن ميسي ..
غادر ميسي فحصل الزلزال و بدأت الشركة
في الهبوط !! .
هنا،، بدأت الإدارة و الموظفون يشعرون
بذلك الخطأ الذي كان يبدوا صغيرا !
الشركة لم تعمل حساب هذه اللحظة ...
أين البديل لميسي ؟!
لماذا لا يوجد بديل لميسي ؟
إن ابداع ميسي جعل زملاءه يعتمدون عليه
بشكل كبير حتى بدت قدراتهم تضعف ،فميسي يقوم بكل شيء ! .
كان زملاء ميسي و قادة الشركة يقولون
في انفسهم :
_ميسي هو من سيقدم الحل فلماذا نتعب
انفسنا في التفكير ؟
_لا يتجرأ الزملاء على الاجتهاد فهم
ليسوا ميسي ليغفر لهم خطئهم ! .
و الخطأ هو ابو النجاح ....
فقد زملاء ميسي القدرة على متابعة
المنافسة لميسي ، فركدت طاقاتهم ...
الإدارة لديها ميسي فاطمأنت لسير
الأعمال، فلم تبحث عن البدائل بشكل مبكر ...
حتى جاءت لحظة المغادرة ...
الشركة كانت بحاجة الى ان تعي ان
الصعود في سلم النجاح و زيادة حجم الاعمال يتطلب مضاعفة جهود اعداد البدائل ...
فكلما زادت البدائل كلما قل ثمن فقدان اي موظف
مبدع ...
الآن الشركة ستحتاج وقتا طويلا للنهوض
من جديد ...
ملاحظة : ميسي هو شخصية رمزية توجد
داخل الشركات او الوزارات او الاندية او ورش النجارة او......
ميسي يقصد به كل مبدع .... رحل ميسي عن برشلونة فهل ستتعلم الشركات؟